لماذا يزور المسيحيون سبع كنائس في خميس الأسرار؟

زيارة سبع كنائس في ليلة خميس الأسرار أو خميس الغسل هي تقليد مسيحي قديم يعود إلى بدايات المسيحية في مدينة أورشليم. كما ورد في كتيب الأب مارتن عيد المريمي “زيارة سبع كنائس”، هذه العادة تحمل رمزية دينية عميقة وتعكس محطات آلام المسيح قبل صلبه.

تاريخ العادة ورمزيتها: تعود هذه العادة إلى المراحل الأولى من المسيحية في أورشليم، حيث كان المؤمنون يجتمعون في “الإيليونا” بجبل الزيتون في مساء اليوم الرابع من أسبوع الآلام، في الساعة السابعة مساءً. بعد الصلاة والترانيم، كانوا ينطلقون في مسيرة مصلّية نحو جبل الإمبومون، الذي شهد الصلاة الشهيرة للسيد المسيح قبل القبض عليه. في تلك اللحظة، يُسمع صياح الديك، وهو ما يرمز إلى إنكار بطرس للمسيح، ومن ثم ينحدر المؤمنون إلى “جتسمانيّة” حيث أُلقيَ القبض على المسيح، ثم يتوجهون إلى باب المدينة وصولاً إلى الصليب.
المحطات السبع: يُعتبر زيارة سبع كنائس تعبيراً عن التأمل في محاكمة المسيح وآلامه، حيث يُحيي المؤمنون محطات محاكمة المسيح السبع:

عليّة العشاء السريّ: حيث أقام المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه، وأسس سرّ الإفخارستيا. جتسمانيّة: حيث صلى يسوع قبل القبض عليه. المجلس عند قيافا: حيث جرت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة. قلعة أنطونيا عند بيلاطس: حيث تم عرض يسوع على الحاكم الروماني. عند هيرودس: حيث جرت محاكمة يسوع أمام الملك هيرودس. عند بيلاطس مجدّداً: حيث أُعيد يسوع إلى بيلاطس الذي أطلق حكمه بصلبه. الجلجلة: حيث تم صلب يسوع. الفائدة الروحية: هذه الزيارة تشجع المؤمنين على التأمل في آلام المسيح، وتُعدّ فرصة للتوبة والاعتراف بخطاياهم. بالإضافة إلى ذلك، تشجع الكنيسة الكاثوليكية على ممارسة هذه العادة، حيث يُمنح للذين يزورون الكنائس السبع “الغفران الكامل” عن جميع خطاياهم بعد أداء الواجبات الروحية مثل التوبة.

خلاصة: إن زيارة سبع كنائس في خميس الأسرار ليست مجرد تقليد ديني، بل هي رحلة روحية تهدف إلى التأمل في مراحل آلام المسيح، والاقتراب أكثر من معاناة السيد المسيح في سبيل الخلاص

عن grenadine