الأثنين 23 أيار 2023
رئيسيات الصحف ليوم : الأثنين 22 أيار 2023
النهار: التسيّب جنوباً: استعراض “الترسانة” وعراضة التعصّب
كتبت صحيفة “النهار”: لا ينام لبنان واللبنانيون “على همّ عتيق”، واذا كانت ازمته السياسية والمالية والاقتصادية تشكل الثابت اليومي المحوري، فان مشتقات هذه الازمة وتداعياتها لا تحجب مظاهر تفلت وتسيب يطلقان أسوأ الصور لبلد فاقد المناعة القانونية والأمنية والدستورية الى حدود تتجاوز صور الحرب الغابرة. ما جرى في يوم الجنوب الاغرّ امس لا يقل عن افدح الفضائح وأشدها تسبباً بالاذى والضرر بحيث صدرت صورة الجنوب كأنها منطقة سائبة بين استقواء “حزب الله” وترسانته المسلحة الثقيلة عبر استعراض مسلح حدودي موجه ضد إسرائيل حتما، لكن رسائله الداخلية بدت اشد وطأة، وبين هجمة متشددة للتعصب والتشدد الديني في صيدا تحول الى ترهيب موصوف يراد منه الزج بالمدينة في غياهب التخلف والانغلاق والافقار والتقوقع.
والحال ان هاتين الواقعتين في منطقة الجنوب حجبتا الى حدود واسعة الاجندة المرتقبة للأسبوع الطالع والتي تتصدرها متابعة ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر الاجتماع الوزراي التشاوري الموسع الذي سيعقد اليوم في السرايا الحكومية. اما المعطيات المتصلة بالازمة الرئاسية فتبدو كأنها تدور على نفسها من المراوحة والعقم اذ تراجعت الرهانات على اختراق يشكله اتفاق قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” على مرشح موحد على نحو دفع النائب الان عون الى اعلان “طي صفحة ترشيح جهاد ازعور” وتزامن ذلك مع اللقاءات التي يجريها رئيس “التيار” النائب جبران باسيل في باريس.
استعراض “الحزب”
وفي ما يتصل بما سمي مناورة “حزب الله” في الجنوب فانها لم تكن محدودة ولا رمزية، بل بدت بحجم الأسلحة الثقيلة والصواريخ والمسيرات التي عرضت فيها، كافية لاطلاق ما أراد الحزب اطلاقه من رسائل نحو إسرائيل من جهة ونحو الداخل من جهة ثانية ونحو العرب والاقليم والدول من جهة ثالثة. ومع ان المناورة كانت مقررة في اطار نشاطات لاحياء “ذكرى التحرير” في 25 أيار، فان ذلك لم يحجب الدلالات الرمزية والواقعية أولا لجهة استفزازها الواقع السيادي لدولة اختبأ رموزها وغابوا عن التعليق عنها، وثانيا لمصادفتها غداة قمة جدة العربية التي حمل إعلانها الختامي في البند السادس منه رفض ظاهرة الميليشيات داخل الدول، فأوحت المناورة بانها رد مباشر سريع على موقف القمة وتاليا عدم تبديل أي شيء في الستاتيكو القائم والمستمر بعد التفاهم السعودي الإيراني.
المناورة التي جرت في بلدة عرمتا الجنوبية ضمن معسكر تابع لـ”حزب الله”، وهي منطقة تقع خارج نطاق القرار الدولي 1701، شهدت استعراضات بالدبابات، إضافة إلى محاكاة هجوم نحو الأراضي الإسرائيلية، وتم عرض آليات عسكرية، وراجمات صواريخ متوسّطة وبعيدة المدى. وفي المناسبة هدد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين بـ”امطار إسرائيل بالصواريخ الدقيقة” وتوجه في كلمة له الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته بالقول :”إذا فكّرتم في توسيع عدوانكم للنيل من المعادلات التي صنعناها بدمائنا وقدرتنا، فإننا سنكون جاهزين لنمطركم وستشهدون أياماً سوداء لم تروا لها مثيلاً، وعلى “الإسرائيلي” أن يعلم جيداً أننا نقصد ما نقول”. واضاف:”لا ضرورة لعرض الصواريخ الدقيقة اليوم وهي موجودة لدينا بكثرة، لان العدو سيرى فعلها في قلب كيانه اذا ارتكب اي حماقة يتجاوز فيها قواعد اللعبة”، وقال :”اذا تجاوز العدو قواعد اللعبة سوف نمطر هذا الكيان بصواريخنا الدقيقة وكل اسحلتنا”.
وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على المناورة وقال: “بعيدًا عن الشعارات التي يسوقها محور المقاولة وأبواقه، فإن مناورة حزب الله في جنوب لبنان تتحدّى بالمقام الأول الحكومة والدولة اللبنانيتيْن والتزاماتهما. أما التهديدات فتعوّدنا عليها ممن انكشف دوره التخريبي في قتل اللبنانيين والسوريين والعرب وتنفيذه أجندات إيرانية في العالم العربي”.
واثار العرض المسلح للحزب ردود فعل سياسية لدى مناهضي الحزب و”دولته” فغرد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبر تويتر فكتب: “مناورات حزب الله في الجنوب رسالة تحد للبنانيين اولاً والقمة العربية ثانياً وصورة للوطن الذي ينتظرنا اذا ما كرّست هيمنته على البلد”. وتوجه الجميّل للمجتمع العربي والدولي قائلًا:” هل تقبلون ازدواجية سلاح ومناورات عسكرية وخطف قرار الدولة في بلادكم؟”. وأكد “أننا لن نخضع لسطوة السلاح، ولا لتوظيف أرضنا وشبابنا في خدمة الخارج.”
واعتبر نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان أن “هناك جمهورية لبنانية في منطقة وجمهوريات أخرى تفرض قوانينها في مناطق أخرى ونحن نريد تطبيق القانون اللبناني”. واعتبر عدوان أن “حزب الله غير خاضع للقوانين اللبنانية ومناورة اليوم أكبر دليل”.
وسأل النائب ميشال معوض “كيف للبنان أن يستقلّ قطار النمو والاستقرار و حزب الله يناور و”يستعرض” أمام سلطة عاجزة حتى على الاعتراض؟ وكيف للبنان أن يخرج من نفق الانهيار، ويعيد بناء الدولة والمؤسسات والاقتصاد وينفّذ الاصلاحات المطلوبة، وحزب الله مستمرّ بمنطق إخضاع الدولة والتعدّي على دستور وقوانين الجمهورية اللبنانية؟وكيف للبنان أن يفكّ عزلته ويعود الى الحضن العربي والدولي وحزب الله خاطف سيادته وقراره الاستراتيجي ضارباً بعرض الحائط بيان قمّة جدّة قبل أن يجفّ حبره؟”.
وبدوره اعتبر النائب اللواء أشرف ريفي انه “ليست مقاومة التي تنظم استعراضات عسكرية، بل أداة تمارس الهيمنة والرياء بإسم القدس التي هي منكم براء. لن ترهبوا أحدا بهذه العراضات، وسنكون في مواجهتكم، ولن نسمح لكم بتمديد عهد جهنم لست سنوات. تعقل يا “حزب الله”، فعصر الإستقواء إنتهى، وأغلبية اللبنانيين لن تسكت عن ميليشيا تحركها إيران . ما قمتم به اليوم يناقض روح ونص إتفاق الطائف، تذكروا أن مقررات القمة العربية في جدة لم يجف حبرها بعد”.
صيدا
اما ما شهده الشاطئ الصيداوي امس ، فوضع المدينة على حافة “فتنة” دفع في اتجاهها رجال دين متشددون وبدت أحزاب صيدا وهيئاتها السياسية وبلديتها اعجز من مقاومتهم في فرض خط “ترهيبي” للتشدد والتعصب واقفال مسارب الانفتاح. وقد اقام المتشددون “طقوس” القمع الترهيبي بمحاولاتهم منع مجموعات من الناشطات المطالبات بحرية السباحة ومواجهة الاعتداء على هذه الحريات التي رضخت لها البلدية بتعميم يكاد يتبنى المطالب المتشددة لـ “هيئة العلماء المسلمين” كافة. وذهب احد مشايخ هذه الهيئة الى وصف الفتيات والسيدات والشباب المطالبين بحقهم في السباحة في مسبح صيدا الشعبي بلباس البحر “بانهم اهل العري والفسق والفجور” فيما انبرى شيخ اخر لـ”يفتي” بان السباحة “تحد لله” ! وبعد جهد جهيد للقوى الأمنية حال دون الصدام بين الفريقين انفضت المواجهة عن واقع قاتم يظهر صيدا تحت رحمة اقلية متشددة قادرة على ترهيب المدينة .
اما في مشهد الازمة الرئاسية فبدا لافتا امس تصعيد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي سقف انتقاداته اللاذعة للنواب بتعميم شامل اذ قال : “كم يؤسفنا أنه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابية يجرؤ، بقوة “اعتراض الضمير” على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهورية لشخص أو لمصالح شخصية أو فئوية! ولكن بكل أسف، خنق المسؤولون السياسيون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم “إعتراض الضمير” الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأون سيرة القديس Thomas More رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة. فلنصل لكي يرسل الله حكاما أصحاب ضمير يمجدون الله بأفعالهم ومواقفهم البناءة والشجاعة”.
الجمهورية: المعارضة مُربكة بين باسيل وجنبلاط .. ولقاء تشاوري اليوم للخيارات حول سلامة
كتبت صحيفة “الجمهورية”: ينطلق اليوم أول أسبوع عمل في شأن الاستحقاق الرئاسي بعد انتهاء اعمال القمة العربية في جدة الجمعة الماضي، وكان للبنان نصيب كبير في نتائجها خصوصاً لجهة الدعوة الى استعجال انتخاب رئيس جمهورية جديد وتشكيل حكومة وإجراء الاصلاحات المطلوبة، بما يحقق الخروج من الازمة. وينتظر ان تنشط الاتصالات والمشاورات في مختلف الاتجاهات داخلياً ومع العواصم العربية والدولية المهتمة بالشأن اللبناني من أجل توفير المناخات الملائمة التي تمكن رئيس مجلس النواب نبيه بري من توجيه الدعوة الى جلسة انتخابية حاكمة قبل 15 حزيران المقبل، الموعد الذي كان قد حدّده بغية تحفيز القوى السياسية على التوافق على رئيس الجمهورية او انجاز الاستحقاق الدستوري بمنافسة ديموقراطية بين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ومرشح أو مرشحين آخرين.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان القوى السياسية العاكِفة حالياً على درس نتائج القمة العربية وكل الاتصالات التي سبقتها ورافقها وتلتها، تجري اعادة قراءة لمواقفها لكي تبني على الشيء مقتضاه، ولا سيما منها القوى المعارضة لنرشيح فرنجية والتي لم تتمكن حتى الآن من الاتفاق فيما بينها على مرشح ينافسه، وحتى ان اياً منها لم تتمكن من اعلان اسم مرشح جديد ينافسه، والمعني بذلك كل من «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية».
ودعت المصادر الى مراقبة حركة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وطبيعة اللقاءات التي يتوقع ان يعقدها مع هذه الجهة او تلك، بعد الموقف الذي كان قد اعلنه قبل القمة وهو ان ليس لدى المملكة العربية السعودية اي فيتو على اي مرشح وانها لا تدعم اي مرشح وتستعجل انتخاب رئيس جمهورية لإنهاء الفراغ الرئاسي الذي يلحق الضرر يومياً بالبلاد، على ان يكون هناك توافق على رئيس او خوض العملية الانتخابية بمنافسة بين مرشحين، وان المملكة ستتعامل مع اي رئيس ينتخب تبعاً لأدائه.
وقالت مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية» ان الموقف الاميركي من الاستحقاق الرئاسي لم يتغير، حيث يؤكد التعاون مع اي رئيس ينتخب وان الادارة الاميركية تستعجل انجاز هذا الاستحقاق. وفيما الموقف الفرنسي يشهد مزيدا من التقدم، فإن المملكة العربية قالت كلمتها وهي مرشحة لتقديم موقف أكثر ايجابية. اما روسيا فهي تواكب في اتصالاتها مع اكثر من جهة لبنانية وعربية ودولية كل ما يجري تحضيراً لاجراء الانتخابات الرئاسية.
واضافت المصادر انه فيما ترشيح فرنجية يحقق مزيدا من التقدم فإنّ الفريق المعارض لترشيحه يبدو مُربكاً لسببين:
– الاول، عدم ثقة المعارضين بموقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من انه سيقطع علاقته بـ«حزب الله». فباسيل كرجل مُسيّس ووزير خارجية سابق يدرك التحولات الجارية اقليميا ودوليا، وكذلك يدرك ان فرنجية يقف على تقاطع دولي اقليمي كبير، ما يدفع البعض الى الرهان على انه سيتخذ قرارا مهما في ربع الساعة الاخير.
واشارت المصادر الى ان الموقف السعودي يمكن ان يدفع «القوات اللبنانية» الى تغيير موقفها المُعلن من الاستحقاق الرئاسي، إذ لا يستبعد هذا الامر من الحسبان كما لا ينبغي الاستخفاف بتداعيات العلاقات السورية السعودية على لبنان.
وفي معرض التعليق على اسماء المرشحين التي يسوّقها فريق المعارضة لموقعَي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، والتي تنتمي الى لون سياسي واحد، قالت المصادر إنه لا يمكن لها النفاذ لأنّ الطائف كرّس ان تكون السلطة التنفيذية متوازنة بين فكرين وانتماءَين ولا يعقل ان تكون من ضمن انتماء سياسي واحد.
حراك المعارضة
الى ذلك توقفت مصادر متابعة لحراك المعارضة عند ما حصل الاسبوع الماضي من محاولة فريق المعارضة للتوحد حول مرشح واحد، حتى ولو كان اقتضى الامر ان يتنازل رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع عن معاييره التي كان سبق له ان وضعها كشرط للتنسيق مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في شأن الاستحقاق الرئاسي، فإذا به يقبل بمرشح باسيل الوزير السابق جهاد ازعور ليتفاجَأ العاملون على هذه الخطوة برفض باسيل، وهذا ما نقل عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مجالسه.
وفي هذا السياق كان اللافت كلام عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الان عون التلفزيوني من انّ احد اعضاء التكتل هو أولى بالترشيح للرئاسة من اي مرشح من خارج التكتل، وان التكتل لا يمكن ان يكون منصة لاستهداف اطراف اخرى. كما ان امين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عدوان كان قد اكد ان باسيل قد اسقط فكرة اتفاق المعارضة من خلال وَضعه شرطاً ان يكون المرشح مقبولاً لدى «حزب الله»، متهماً ايّاه بأنه سعى الى تعزيز اوراقه التفاوضية مع الحزب من خلال الانفتاح على فكرة توحيد المعارضة حول مرشح.
وقالت المصادر نفسها لـ«الجمهورية» ان هذا الموقف الذي عبّر عنه عدوان كان قد سبق ان تمّ تنبيه «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب اليه، فكان ان آثرا الذهاب في هذا الاتجاه على رغم من إدراكهما نيّات باسيل، وهذا ما يؤكد حالات الارباك والاحباط المتتالية التي تعيشها «القوات»، أقله من خلال الموقف السعودي المتبدّل إزاء فرنجية وموقف جنبلاط الرافض اتفاق المعارضة واخيراً موقف باسيل الذي بات معروفاً.
وقالت المصادر نفسها ان السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو «ما هي خيارات المعارضة في ظل انفصال باسيل وجنبلاط عنها؟ وهل هناك من امكانية لديها لإيصال مرشح ام ان اجندة عملها قد عادت الى المربّع الاول، أي تعطيل النصاب؟ وما هي تداعيات هذا التعطيل فيما لو حصل على النواب المعطلين في ظل الاجواء التي تتحدث عن فرض عقوبات عليهم؟».
واضافت: «يبقى ان تنتظر الساحة اللبنانية التداعيات السياسية للقمة العربية على لبنان والاستقبال المُلفت للرئيس السوري بشار الاسد من جانب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان». ولفتت الى ان حضور الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي القمة العربية قد اكد الغطاء الاميركي للقمة وما قد ينتج عنها على مستوى كافة الساحات الشائكة بما فيها لبنان، والتي قد يتم التعبير عن نتائجها لبنانياً من خلال سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري او من خلال اي سيناريو آخر.
وعلّقت المصادر على حديث البعض عن رغبة جعجع بترشيح احد اعضاء تكتل «لبنان القوي»، فاعتبرت ان هذا الترشيح لن يأتي بنتائج اذ انه إن حَصل فلن يشكل ضغطا على «الثنائي الشيعي» الذي يتمسّك بالتزامه دعم ترشيح فرنجية حتى النهاية، كما ان هذا الامر يشكل احتمالاً لردة فعل عكسية من جانب باسيل تذهب به الى تأييد فرنجية، حيث تتحدث مصادر مطلعة عن احتمال ان يعود بأجواء ايجابية من باريس بعد لقاء مُحتمل مع المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في ظل واقع المنطقة الذي يذهب في اتجاه الحل الذي يرضي سوريا و«حزب الله».
واشنطن والهدايا
الى ذلك، أبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» ان الولايات المتحدة الاميركية «لن تعطي هدايا مجانية في الاستحقاق الرئاسي وانها غير مستعجلة، وهي مستعدة للانتظار الى حين ان تنضج ظروف تسوية ملائمة رئاسياً، «ومَن يُعاند مثل هذه التسوية عليه ان يتحمل النتائج». ولفتت هذه الاوساط الى «ان الاميركيين يعتبرون ان المطلوب قراءة دقيقة لتوازنات مجلس النواب وتحديد هوية الرئيس المقبل تبعاً لهذه القراءة».
وبالنسبة الى ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أكدت الاوساط «ان واشنطن لا تزال غير متحمسة لإقالة سلامة وانها لم تعط بعد الضوء الأخضر لإزاحته، الأمر الذي من شأنه ان يؤدي الى تضييق الخيارات الممكنة في التعامل مع قضيته أمام الرئيس نجيب ميقاتي وحكومة تصريف الأعمال».
وكشفت الاوساط انه تم التداول في بعض الغرف المغلقة بطرح يقترح ان تستلم إحدى الشخصيات النيابية المُلمّة بالشأن المالي مؤقتاً حاكمية مصرف لبنان بعدما تستقيل من النيابة، ولكن هذا الطرح لم يتبلور.
اللقاء التشاوري
في غضون ذلك وبعد اسبوعين على الاجتماع السابق، يلتئم اللقاء التشاوري مجدداً اليوم في السرايا الحكوية في حضور جميع الوزراء او على الاقل غالبيتهم وفي مقدمهم المقاطعين للجلسات، حيث اكد مصدر حكومي لـ«الجمهورية» ان هذه الجلسات الحوارية اصبحت مفيدة جداً للتشاور في معظم الملفات ولم يعد يقاطعها اي طرف، فقد استطاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الالتفاف على هذه المقاطعة بالاستماع الى وجهة نظر كل الوزراء في مقاربة الاشكاليات والملفات.
واشار المصدر الى ان اللقاء سيبحث ما سيدرج على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الجمعة المقبل، وخصوصا ملف النزوح ووضعية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكشف انه تم الاتفاق على مسار يفرضه القانون الذي يضع خيارين لا ثالث لهما: امّا الاستقالة الطوعية واما الاقالة. ففي الاولى أبلغ الحاكم انه لن يقدمها وسينتظر انتهاء الولاية، والثانية تحتاج الى شروط، والسؤال هل هذه الشروط متوافرة؟ هذا ما سيبحث لأن المادة ١٩ من قانون النقد والتسليف تتحدث عن اسباب صحية مثبتة بتقرير وفق الأصول او مخالفة مسلكية جرمية مثبتة وفقاً للأصول، وهذا الأمر يحتاج الى حكم إدانة وهو غير الموجود حاليا.
واضاف المصدر: «هذا الوضع استثنائي جدا فنحن لسنا في ظروف عادية وعلينا ان نحتسب للتداعيات. ثم ان هناك إشكالية ثالثة تتعلق بالحكم الأجنبي والنص هنا يفرض علينا الاخذ بقانون العقوبات اللبناني. لذلك شروط الاقالة غير متوافرة». واكد «ان حتمية تسلّم النائب الاول عند انتهاء ولاية سلامة لا مفر منها بقوة القانون منعاً للشغور، وحتى اذا رفض وقرر الاستقالة فهذا الامر يحتاج الى قرار لمجلس وزراء لقبولها وعليه التسلّم الى حين البت بها، والا يكون مُخلّا بالواجبات ومرتكبا للجرم اذا امتنع عن تسلم المهمات والجميع اصبح في هذه الاجواء». وتوقع المصدر «ان لا نذهب الى خلاف في هذا الخصوص».
وقالت مصادر وزراية لـ«الجمهورية» ان ميقاتي لم يشأ وضع جدول اعمال للقاء ليبقى مفتوحا على مختلف التطورات، وأوضحت انه سيضع الجميع في صورة نتائج مشاركة لبنان في القمة العربية وسيكون جدول الأعمال مفتوحا لمناقشة مختلف التطورات، بما فيها الإجراءات القضائية التي اتخذت نهاية الأسبوع الماضي بحق سلامة وجديد الملفات المتصلة بالنازحين السوريين والأوضاع الادارية والامنية عموماً.
عودة البحرين
أعلنت وزارة الخارجية البحرينية أمس الأول أنه «تنفيذًا لتوجيهات القيادة الحكيمة فقد قررت البحرين استئناف التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء مع لبنان، تعزيزًا للعلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين والاحترام المتبادل». ولفتت إلى أنّه يأتي «وفقًا لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية، وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961».
بو حبيب: سفارة جديدة في بيروت
وكشف وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لـ«الجمهورية» امس انه تبلّغ بالقرار البحريني في أثناء انعقاد القمة عندما طلب نظيره البحريني اللقاء به على عجل، ليُبلغه بالقرار الملكي بإحياء العلاقات الديبلوماسية بين المنامة وبيروت وفتح سفارة جديدة للمملكة في لبنان. ولفته إلى ان مهمة سفير البحرين في دمشق والذي كان يتولى رعاية شؤون البحرينيين في لبنان قد انتهت، وأنه سيكون للمملكة سفارة وطاقما ديبلوماسيا كاملا في بيروت في اسرع وقت ممكن، وان الاجواء باتت مفتوحة لمزيد من التعاون كما أوحت به أجواء قمة جدة.
وتوجّه بوحبيب أمس الى روما للمشاركة في اعمال المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة «ميدور» المعنية بشؤون دول البحر المتوسط، وستكون إقامته في روما مناسبة للقاء نظيره الإيطالي ووزير الامن الايطالي، كما يزور الفاتيكان للقاء نظيره وزير خارجية الفاتيكان، قبل ان يتوجّه الى واشنطن في زيارة تمتد لأيام عدة يلتقي خلالها عدداً من كبار المسؤولين.
الأخبار: خلافات داخل التيار و«القوات» حول المرشح البديل
كتبت صحيفة “الأخبار”: انكسرت الجرة سياسياً وإعلامياً بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ. لكن الأمر لم يصل حد إعلان الافتراق بشأن محاولة التوصل إلى اتفاق على مرشح في وجه الوزير السابق سليمان فرنجية. علماً أن التصريحات المتلاحقة طوال نهار أمس، للنائب في التيار ألان عون، ركزت على «طي صفحة ترشيح جهاد أزعور لعدم التوصل إلى اتفاق عليه، ولعدم رغبته شخصياً في أن يكون مرشحاً للمواجهة، وعدنا إلى المربع الأول»، لكن الواضح أن مواقف عون لا تعكس بالضبط موقف قيادة التيار.
وفي باريس، يفترض أن يلتقي المستشار الرئاسي باتريك دوريل اليوم النائب جبران باسيل الذي استبق الاجتماع بالتأكيد على مواقفه السابقة. فيما يتوقع أن يزور فرنسا قريباً البطريرك الماروني بشارة الراعي وسط مناخات تشير إلى أن «النقاش سيتطرق إلى الموقف الفرنسي من الاستحقاق الرئاسي».
وبينما عاد السجال بين القوات والتيار على خلفية مقدّمة قناة «أو تي في»، التي فنّدت فيها الوعود التي لم تصدق لرئيس حزب القوات سمير جعجع، حيث ردت القوات ببيان مطول بدت فيه علامات التوتر العالية. إلا أن النقاش بين الجانبين حول الملف الرئاسي استمر، مع تبدل نوعي، تمثل في وجود اعتراضات داخل الفريقين على التفاهم حول اسم الوزير السابق جهاد أزعور.
ويبدو أن هناك داخل الفريقين من يعارض الاتفاق على أزعور، ويدعم هؤلاء فكرة الإتيان بمرشح آخر مثل النائب إبراهيم كنعان. وفي هذا السياق جاءت تصريحات عون أمس وقوله إن «لا اتفاق مع المعارضة على مرشح في وجه الثنائي الشيعي إلا إذا كان من داخل تكتل لبنان القوي لأنه لا يعتبر حينها استهدافاً لهم. أما الاتفاق على مرشح مستقل فيحتاج إلى توافق مع الثنائي».
في الجزء الأول من تصريحه، شكك عون بكل الإيجابية التي سادت أخيراً باقتراب المعارضة والتيار من الاتفاق على مرشح لإحراج حزب الله، وفي الجزء الثاني ثمة ما هو موجه ضد باسيل نفسه عبر ترشيح عون ضمنياً لزميله كنعان الذي قام منذ أسبوعين بجولة أميركية بعناوين رئاسية. وتفسر مصادر مطلعة كلام عون بأنه «محاولة للضغط على باسيل الرافض لترشح أي اسم من التيار، علماً أن عون مدرج لدى الثنائي في خانة قوى 14 آذار ولو أنه يعوّل على علاقته الجيدة بالرئيس نبيه بري بصفته أمين سر هيئة مكتب مجلس النواب».
وقال مفاوضون بين القوى نفسها، إنهم تواصلوا مع أزعور الموجود في الولايات المتحدة. ونقلوا عنه رفضه أن يكون مرشحاً في مواجهة ثنائي أمل وحزب الله. لأنه «يريد أن ينجح، ولن يعرض نفسه لمشكلة في مواجهة مع أطراف بارزة مثل الثنائي».
وفي باريس، أكد باسيل «أننا سنبقى منفتحين ومرنين. إذا رفضتم اسماً هناك اسم ثان وثالث. لا نهاية للأسماء التي يمكن أن يكون هناك توافق جزئي أو كامل عليها، مسيحي أو وطني. المهم هو التوافق لنؤمّن الأكثرية المطلوبة بالتصويت أولاً وبتأمين النصاب». وكرر «أننا سنقبل بأسماء كثيرة، لكن لن نقبل برئيس كيفما اتفق، إذا كان جزءاً من المنظومة، أو برئيس، بتاريخه ومساره ومستقبله، مع الفساد وضد الإصلاح… رئيس ستكون أولويته حماية المنظومة التي أتت به».
من جانبه، يقوم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هذا الأسبوع بجولة على كل الكتل النيابية لمحاولة إرساء قواسم مشتركة في ما بينها، «لعدم التمادي في الانقسام الحاصل حالياً بين الأحزاب المسيحية والثنائي الشيعي». وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً سيعقد في مجلس النواب يضم ممثلين عن كل الكتل النيابية للعمل على إيجاد حلول للخلافات ووضع نقاط مشتركة. وإذا ما حدث ذلك، ستكون أول جلسة حوار بين جميع الأفرقاء على طاولة واحدة منذ مدة طويلة بعد رفضهم دعوة بري إليها. وبحسب المصادر، فإن هذه المبادرة قد تأتي بموازاة تحديد رئيس مجلس النواب موعداً لجلسة انتخاب رئيس» على ما أشارت مصادر مطلعة.
اللواء: تنحِّي سلامة أمام لقاء السراي اليوم .. طوعاً أو عبر القضاء اللبناني
باسيل في باريس للقاء دوريل.. ومناورة حزب الله تضغط علی الملف الرئاسي
وفي اليوم الثالث، بعد القمة العربية في جدَّة، تعود دورة الاجتماعات الى المشهد الممل،اجتماعات، فبيانات،او توصيات، في ظل وضع يمضي من انتظار الى آخر، ومن مواقف كلامية، من على هذا المنبر او ذاك.. وكلها جعجعة كلامية، بلا طحين رئاسي..
وفي اول مفاعيل القمة، اعلان مملكة البحرين انها ستعيد التمثيل الدبلوماسي مع لبنان.
ففي اسبوع مناسبة عيد المقاومة والتحرير، الذي يصادف هذا الخميس في 25 ايار الجاري، لقاء وزاري، اليوم تتبعه جلسة للجان النيابية غداً، فعطلة رسمية، ثم جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الاسبوع، حيث يحضر بقوة ملف النازحين السوريين، في ضوء التوجهات العربية لإعادتهم الى بلادهم واستمرار الفتور في العلاقات الرسمية بين بيروت ودمشق.
فاللقاء الوزاري يعقد عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم بمن يحضر من الوزراء، والموضوع الرئيسي هو كيفية التعامل مع ما صدر عن القضاء الفرنسي لجهة توقيف سلامة، فضلاً عن النشرة الحمراء عن منظمة الانتربول.
وكشف مصدر وزاري ان الرئيس نجيب ميقاتي سيطلب من وزير المال يوسف خليل الطلب من الحاكم رياض سلامة اتخاذ القرار المناسب، والاستقالة كخيار طوعي للحاكم.
ومن المتوقع ان تثير تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال فكتور حجار حول دور الرئيس ميقاتي في القمة العربية، وتشبيهه «بالمراسل» معاتبته في اللقاء التشاوري، الذي سيسبق جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
على ان النشاط الرسمي، لم يكن وحده سمة الاسبوع الطالع، بل دلالات المناورة العسكرية لحزب الله جنوب لبنان، والتداعيات التي خلفها ما حدث على شاطئ صيدا، لجهة السباحة وارتداء الالبسة المحتشمة، ودخول جماعات معروفة، للعبث، عبر الكلام، الذي قد يكون حقا، لكن يراد به باطل، عبر الكلام على ما يمكن وصفه «بالحرية الشخصية».
وتتجه الانظار الى باريس مجددا، مع انتظار نتائج اللقاء الذي سيعقد في باريس بين المكلف بالملف الرئاسي اللبناني باتريك دوريل، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حول المبادرة الفرنسية، الداعمة لانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية.
ومن باريس، قال باسيل في كلمة له امام «التجمع من اجل لبنان» مساء امس: «أقرب المقربين مني ظلوا يقولون لي: من كل عقلك بيتلاحق أو بيتحاكم أو بيتوقف رياض سلامة؟ أنا قول إنو ما ممكن شعب حي فيه تيار حي ينكسر قدام حاكم متحكم بأمواله».
واعتبر باسيل أن الأمر الأهم هو سقوط الرؤوس السياسية الكبيرة، مشيراً إلى أن «هذا الأمر سيكون تقاطعاً بين إرادة سياسية ثابتة وداخلية لبنانياً ورغبة خارجية بالتخلي عمّن تم استنفادهم وإستهلاكم، وهذا السقوط سيكون عظيماً».
وحول ملف الإستحقاق الرئاسي، قال باسيل: «سنبقى منفتحين ومتجاوبين ومرنين، والأسماء التي يمكن أن يحصل حولها توافق جزئي أو كامل – مسيحي أو وطني، كثيرة جداً».
ويبدأ هذا الاسبوع باجتماع وزاري تشاوري اليوم لمناقشة كل التطورات التي طرأت، ومنها مناقشة ملف اعادة النازحين السوريين، وملف التعامل الرسمي مع مذكرة التوقيف الفرنسية التي اصدرتها القاضية الفرنسية عبر الانتربول بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتسلم لبنان نسخة منها، عدا قضايا ادارية وإجرائية اخرى تمهيدا لعرضها على جلسة لمجلس الوزراء يوم 26 الشهر الحالي. فيما بقي الاستحقاق الرئاسي على رف الانتظار وترقب مرحلة ما بعد القمة العربية وما سيقوم به العرب تجاه لبنان.
ويبدو ان بعض القوى السياسية ما زالت تنتظر ما بعد القمة من إجراءات وخطوات عربية عملية تجاه لبنان، ومنها ترقب عودة حركة الوفود والسفراء العرب وبخاصة من السعودية ومصر وقطر، وربما دول اخرى تشارك في لجنة المتابعة التي شكلتها القمة لمعالجة الازمات العربية المستجدة، بحيث قد تكون للأزمة اللبنانية حصة في الحراك العربي المرتقب.
لكن الواقع يفيد ان ما صدر عن القمة حول لبنان يعيد رمي كرة الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ الاصلاحات البنيوية المطلوبة الى الملعب اللبناني، تأكيداً لمقولة العرب الدائمة «ليساعد لبنان نفسه حتى نساعده»، ما يعني انه مطلوب من اللبنانيين ان يباشروا خطوات سريعة لمعالجة خلافاتهم والاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تحمل برنامجاً اصلاحياً انقاذياً واضحاً، إذ انه من المستغرب وغير المنطقي ان يتّكل السياسيون اللبنانيون على الخارج لمعالجة قضية سيادية دستورية سياسية داخلية بإمتياز بينما هم يتفرجون على تنامي انهيار كل مقومات بلدهم.
ومع ذلك، تفيد المعطيات ان العين العربية ستبقى على لبنان لمتابعة ما سيقوم به المسؤولون والسياسيون، وثمة حديث عن ترقب عودة الحراك السعودي عبر السفير في بيروت وليد البخاري، والمصري عبر السفير ياسر علوي، والقطري سواء عبر السفير السهلاوي او موفد رسمي اميري. عدا ما يمكن ان تقوم به الامانة العامة لجامعة الدول العربية، بهدف معالجة ما يمكن من ثغرات وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية للتوافق هي على انهاء لشغور الرئاسي، حتى تتمكن الدول العربية من مساعدة لبنان على الصمود اكثر امام الانهيار الكبير ومن ثم الخروج منه.
ولكن حتى اللحظة بدا واضحاً فشل قوى المعارضة والتيار الوطني الحر في التوافق على مرشح للرئاسة ما يمكن ان يعيق او يؤخر الدعوة الى عقد جلسة انتخابية، ما اضطر النائب جبران باسيل الى زيارة فرنسا، والنائب الدكتور غسان سكاف الى زيارة واشنطن للبحث في مقترحات او مخارج للملف الرئاسي.
وفي هذا السياق، فُهم أن الديبلوماسية الفرنسية على تواصل مستمر مع النائب جبران باسيل، وأن آخر العروض التي طرحت عليه، أن يتولى اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي، بعد تنحية رياض سلامة، الملاحق من القضاء الفرنسي والدولي، لقاء السير في موكب ترشيح سليمان فرنجية، الى جانب ثنائي حزب الله وحركة امل. واضافت المصادر: ان الجانب السياسي في خلفية ملاحقة سلامة من جانب القضاء الفرنسي، يأخذ في اعتباره الاستجابة لرغبات خصوم الحاكم، وعلى رأسهم جبران باسيل، الذي يرفض، من حيث المبدأ، أي مرشح تفرضه المعارضة، لا يكون حاصلا على رضى حزب الله وقبوله.
وفي الخلاصة سيمر لبنان بمرحلة ضبابية قد تطول او تقصر، حسب ما يمكن ان تقوم به القوى السياسية اللبنانية وما يمكن ان تقوم به الدول العربية والغربية المعنية بالوضع اللبناني. وهل يمكن ان تتقدم فرنسا بمقترح جديد؟ وهل تدفع اميركا نحو حلحلة ما؟ وهل تعزز السعودية مسعاها ام تكتفي بما نقله السفير بخاري خلال جولته على القوى السياسية؟
وكان جديد الاستحقاق الرئاسي ما اعلنه عضوكتلة لبنان القوي النائب الان عون في حديث صحافي امس عن خروج جهاد ازعور من السباق الانتخابي «نتيجة اعتراضات عليه وعدم رغبته في ان يكون مرشح تحدٍ ضد مرشح ثنائي امل وحزب الله». لكن امين سر كتلة الجمهورية القوية الدكتور فادي كرم اعلن ان رأي النائب عون غير مبني على معلومات… «ومش على حد علمي جهاد ازعور رفض ان يكون مرشح المعارضة، فهو يلتقي اكثر من طرف في الاونة الاخيرة».
كما سجلت زيارة قام بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى معراب يوم السبت، حيث استقبله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور عضو تكتل الجمهورية القويّة النائب ملحم الرياشي.
وعلمت «اللواء» من مصادر القوات اللبنانية ان زيارة بو صعب تندرج في اطار التشاور القائم استكمالاً للنقاش الحاصل من مدة واين وصلت الامور، وهم لم يحمل مبادرة انما جرى في اللقاء مع جعجع تبادل افكار وما يمكن ان تقوم به القوى السياسية للخروج من حالة الاستعصاء في انتخاب الرئيس. وقالت المصادر: نحن اكدنا موقفنا المعروف مستعدون للبحث في اسماء المرشحين والاتصالات قائمة بين اطراف المعارضة للوصول الى تفاهم على مرشح وتأمين 65 صوتاً له، لكن المشكلة ليست عندنا، بل عند الفريق الآخر الذي يطرح مرشح تحدي ويقول عنه انه توافقي.
ووصف بوصعب اللقاء الثاني مع جعجع بـ«الايجابي» وهو يأتي في إطار الجولة التي «أقوم بها على القيادات السياسيّة، وهدفها مدّ الجسور، التفاهم والحوار، واليوم تقدّمنا خطوة عن المرحلة السابقة، من خلال أسس متفق عليها، ولم يعد من عقوبات أمام الخطوة الثانية المتفق عليها من قبل مع الجهات السياسيّة». أضاف: «سبق واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل يومين من زيارتي لمعراب اليوم، ونأمل استكمالها في الأيام المقبلة، ولا أريد الدخول في التفاصيل، ولو أن الإيجابية موجودة ولكن لا يملك أحد الحلّ السحريّ لجهة انتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن الإيجابيّ في الموضوع هو البدء بالتحاور مع بعضنا البعض في المعطيات المتواجدة وقول «ما هو الممكن وما هو غير الممكن»، كاشفاً عن لقاء ثالث مع جعجع يحدّد موعده في وقت لاحق.
الديار: مُناورة غير مسبوقة لحزب الله… الرسائل باتجاه عدّة ساحات
إنهيار جسور التواصل بين معراب وميرنا الشالوحي لا يحسم إسم الرئيس المقبل
كتبت صحيفة “الديار”: انشغل لبنان والخارج يوم أمس بالمناورة العسكرية غير المسبوقة من حيث الشكل، والتي نفذها حزب الله جنوبي البلاد، تزامناً مع الذكرى الثالثة والعشرين لذكرى تحرير لبنان. فهي المرة الاولى التي يدعو فيها الحزب حشداً اعلاميا محليا ودوليا للاطلاع عن كثب على تدريبات عناصره، وعلى بعض من عتاده وسلاحه، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول اهداف المناورة وخلفياتها.
ففيما أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين «ان الرسالة هي للعدو، ومفادها أن المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لم تتعب ولم تتراجع، رغم محاولة اخضاعها بكل أشكال الضغوطات السياسية والاقتصادية»، داعياً جميع اللبنانيين لأن «يزدادوا طمأنينة، لأن قوة المقاومة هي لحماية لبنان وحفظ سيادته».
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة، ان للمناورة اهدافا خارجية كما اخرى داخلية، لافتة في حديث لـ»الديار» الى انه «في ظل المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة، سواء لجهة التقارب الايراني – السعودي او لجهة التقرب العربي من سوريا وعودتها الى جامعة الدول العربية، يأتي استعراض حزب الله العسكري للقول، ان اي تسوية ستحصل لن تكون على حسابه، وأنه يزداد قوة وقدرة، وان طهران لن تتنازل قيد أنملة عن معادلة وحدة الساحات»، وهو ما اشار اليه بوضوح السيد صفي الدين بقوله ان «مقاومة اليوم هي قوة ممتدّة ،ومحورٌ كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقًا من إيران».
ولا تنكر المصادر ان «الرسائل الابرز من خلال المناورة هي للعدو الاسرائيلي، لاظهار قدرات وجهوزية المقاومة لأي مواجهة، وهو ما يمكن وضعه باطار «قوة الردع»، الا انها تتحدث ايضا عن رسائل أريد ايصالها بطريقة غير مباشرة للداخل اللبناني، مفادها ان حزب الله الذي يُحاولون اشغاله بالسياسة والمشاكل الداخلية، لا يزال متمسكا بدوره كمقاومة عسكرية، وبأنه في موقع قوة يفرض على بقية الفرقاء ان يحاوروه للوصول الى حل للأزمة الرئاسية، لا ان يفرضوا عليه شيئا».
فشل «الوطني الحر» – «القوات»
وتزامن كل ذلك، مع مؤشرات تؤكد فشل مساعي التلاقي بين قوى المعارضة، وأبرزها «القوات اللبنانية» مع «التيار الوطني الحر» في الملف الرئاسي. فبعد اعلان النائب في «الوطني الحر» آلان عون صراحة في حديث مع «الديار»، ان «الاتصالات لم تصل الى اي مكان وان صفحة الوزير السابق جهاد ازعور طُويت لعدم التوصل الى اتفاق عليه، ولعدم رغبته شخصيا في ان يكون مرشحا للمواجهة، ما أدى للعودة الى المربع الأول»، خرجت الدائرة الاعلامية في «القوات» ببيان حاد ردا على احد تقارير الـOTV الذي انتقد مواقف وآداء رئيس الحزب سمير جعجع، ما دفع «القوات» للحديث عن «سقوط التيار»… وهو ما يعني عمليا سقوط كل محاولات التلاقي في ملف الرئاسة.
وبذلك، يمكن تأكيد العودة الى حالة الجمود، وسقوط كل المهل الزمنية التي ضربها البعض، وأبرزها حديث رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن وجوب انتخاب رئيس قبل منتصف شهر حزيران المقبل. وقالت مصادر مواكبة للملف الرئاسي ان «الحركة التي خلقتها المشاورات بين قوى المعارضة و»الوطني الحر» انتهت على ما يبدو.. وهو ما يعني اخفاق النائب غسان سكاف كما نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بمهمتيهما»، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان «ذلك يعزز لا شك حظوظ رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يتقدم بخطوات بطيئة الى قصر بعبدا». وتضيف المصادر: «كل التطورات وبخاصة الاقليمية منها، تشكل دافعا لترشيح فرنجية، وان كانت غير قادرة حتى الساعة على حسم فوزه. الامور بحاجة لأن تنضج أكثر، وقد تحتاج أشهرا بعد».
سلامة باق؟
في هذا الوقت، تتجه الأنظار الى الاجتماع الذي يفترض ان يُعقد اليوم بعد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جدة، للبحث بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه.
وعلمت «الديار» ان سلامة حاسم في بقائه في منصبه حتى آخر لحظة من ولايته الخامسة، اي حتى نهاية تموز المقبل. ونفت مصادر وزارية نفيا قاطعا ان يكون بري قد طلب من سلامة الاستقالة والتنحي، لافتة في تصريح لـ»الديار» الى ان «بري أصلا غير متحمس على الاطلاق لخيارات ما بعد سلامة، وبالتحديد لخيار تسلم نائبه الأول وسيم منصوري المسؤوليات من بعده، وهو كان قد أعلن صراحة بوقت سابق، انه أبلغ منصوري بذلك». وتضيف المصادر:»بغياب البدائل، سيبقى سلامة حتى نهاية تموز، على ان يتم البت بالخيارات المتاحة خلال الاسبوعين المقبلين». وتشير المصادر الى «انه رغم موقف بري الحالي من وجوب عدم الموافقة على تسلم منصوري كرة النار، الا انه واذا تبين له ان لا خيارات اخرى ممكنة، فقد يسير بذلك على مضض في الربع ساعة الأخيرة».
«داعش» في صيدا؟
وفي زحمة كل هذه الملفات الاستراتيجية، انشغلت بعض فعاليات، وبعض ابناء مدينة صيدا بالامس بالتصدي لتحرك احتجاجي استنكارا لمنع احدى السيدات من ارتداء لباس البحر على الشاطىء. وتم تسجيل أكثر من اشكال بين المعتصمين والمتشددين الرافضين للاعتصام ومضمونه، والذي ذكروا بالمواقف التي أطلقوها على شاشات التلفزة بـ«داعش» وقوانينه وتعاليمه.
نداء الوطن: لقاء الأسد وميقاتي في القمة صدفة و”عالواقف”
لبنان “حزب الله”: سلاح سليماني ورئاسة سليمان
كتبت صحيفة “نداء الوطن”: أكد “حزب الله” امس انه خارج السياق العربي، من خلال مناورة عسكرية علنية غداة قرار القمة الذي تضمن “الرفض التام للميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة”. كما أكد انه خارج السياق اللبناني عندما صعّد في تبنيه رئاسة سليمان فرنجية للجمهورية.
ومن خلال هذين السياقين، يتبين ان لبنان حتى إشعار آخر، رهينة سطوة سلاح قاسم سليماني، أي القائد السابق لـ”فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الايراني الذي اغتالته الولايات المتحدة اوائل العام 2020، والذي استعاد “الحزب” ذكراه امس. وبالتالي، فإن الحديث عن مسار ديموقراطي لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية هو في واقع الأمر، مسار غلبة السلاح الفئوي الخارج عن سلطة الدولة.
واعتبر مصدر دبلوماسي عبر “نداء الوطن” ان العراضة العسكرية التي نفذها الحزب “هي دليل تخبط كبير، بعدما اصطدمت كل محاولاته حتى الآن للهيمنة مجدداً على القرار الرئاسي من خلال فرض مرشحه الرئاسي بحائط سميك جداً، فلجأ الى التلويح بقدراته العسكرية، علماً ان قيادته تعلم بأن ايران لن تسمح بأن تتعرض مصالحها الاستراتيجية وتحديداً ما نَص عليه الاتفاق مع السعودية برعاية الصين للخطر، وهي الضامنة لعدم ذهاب جبهة الجنوب الى التوتير مجدداً”.
مناورة “الحزب” امس كانت علنية وبالذخيرة الحية وتعد الاكبر من نوعها، تخللها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرة مسيّرة أو الاقتحام. وخلال المناورة، قال رئيس المجلس التنفيذي في “الحزب” هاشم صفي الدين ان “المقاومة اليوم هي قوة ممتدة ومحور كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقاً من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذا الجهد سبق وأطلقه الشهيد الحاج قاسم سليماني”.
وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على المناورة العسكرية، فقال: “إن مناورة “حزب الله” في جنوب لبنان تتحدّى بالمقام الأول الحكومة والدولة اللبنانيتيْن والتزاماتهما. أما التهديدات فتعوّدنا عليها ممن انكشف دوره التخريبي في قتل اللبنانيين والسوريين والعرب وتنفيذه أجندات إيرانية في العالم العربي”.
من ناحيته، رأى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنه “لولا المقاومة لما كان لبنان محرراً في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.
وعن الاستحقاق الرئاسي قال قاسم: “نحن في “حزب الله” اخترنا (سليمان فرنجية) كخيار سياسي ووطني صاحب تجربة، قادراً على الجمع والسير في حل المشكلات والأزمات، تعالوا نتحاور ونتفاهم لننقذ البلد، بدل التأخير الذي يطيل الأزمة ويجعلنا أمام استحقاقات صعبة ومعقدة، ويدنا ممدودة من أجل الحل”.
سياسياً، بقي نبأ اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على هامش اعمال القمة العربية الجمعة الماضي في جدة خارج التأكيد الرسمي، ولكن وسط تبنّ اعلامي بعضه تابع للرئيس ميقاتي.
وعلمت “نداء الوطن” ان اللقاء كان عابراً نتيجة مصادفة دخول الرئيسين الى قاعة مؤتمر القمة، فكانت مصافحة وسؤال خاطر على الواقف.
الأنباء: تعميق الاختلافات يزيد ثقل الأزمات.. وهذه رسائل حزب الله في مناورته
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: في بلدٍ الخلافاتُ فيه أكثر بكثير من التوافقات، يحاول البعض تعميق الاختلافات في كل كبيرة وصغيرة، مُحاولاً في الوقت نفسه تعميم ثقافة اللون الواحد، فيما الدولة غائبة وأحيانا متفرجة بل وربما متواطئة على ضرب فكرة الحريات التي هي حق للجميع باختلاف معتقداتهم وآرائهم، وهو ما حصل أمس في صيدا حيث وبدل أن تحسم الدولة أمرها باحترام حق الجميع بدخول الشاطئ عبر تخصيص قسم منه للملتزمين دينياً، تركت الأمور تذهب إلى صدام في الشارع.
سياسياً وبعد يومين على دعوة القمة العربية اللبنانيين للإسراع بانتخاب رئيس لجمهوريتهم، فإن الأجواء المتعلقة بهذا الملف توحي بتراجع ينذر بإطالة الشغور الرئاسي، فيما فريق حزب الله على إصراره بترشيح رئيس المردة سليمان فرنجية، والاتصالات التي يجريها فريق المعارضة مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للاتفاق على مرشح بديل عن النائب ميشال معوض تبدو متعثرة، إذ كشفت مصادر سياسية متابعة في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية استحالة التوصل الى قواسم مشتركة مع باسيل لأن التيار ليس جدياً في محادثاته مع المعارضة، وهو يحاول شراء الوقت من جهة، وتوجيه رسائل لحزب الله من جهة ثانية، معتبرة أنه “في كل مرة يُطرح عليه اسم معين يرفضه، حتى الأسماء المقبولة منه شخصيا يعود ويضع عليها فيتو اذا لمس رغبة لدى فريق المعارضة بقبولها. ما يعني ان المحادثات في الشأن الرئاسي تراوح مكانها”.
المصادر لفتت إلى أن الأنظار تتركز على اجتماع مجلس الوزراء وطريقة مقاربته للملفات الضاغطة، لاسيما أن البارز فيها هو ملف النازحين السوريين، والملف المتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على خلفية إصدار القضاء الفرنسي مذكرة توقيف غيابية بحقه، واعتباره فارّا من وجه العدالة. وهذان الملفان يستوجبان موقفا واضحا من قبل الحكومة بشأنهما.
مصادر وزارية أشارت عبر “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “ملف النازحين السوريين أخذ الحيز الأكبر بالموضوع إعلاميا، والحكومة أصبح لزاما عليها في جلسة مجلس الوزراء إذا ما انعقدت استكمال هذا الموضوع واتخاذ الاجراءات العملانية بشأنه لإخراجه من المزايدة الإعلامية والبازار الخلافي”.
إلى ذلك اعتبرت المصادر الوزارية اعتبرت أن مسألة حاكم مصرف لبنان “قد تكون أحد المواضيع التي يتم التشاور فيها بانتظار الموضوع القانوني وهو الأساس. فالسلطة الاجرائية تناقش ولكن بناء على استشارة القضاء تحدد موقفها”.
وفي المواقف لفت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “الملف الرئاسي ما زال يراوح مكانه، وأن المشاورات التي تجري مع التيار الوطني الحر من قبلنا ومن قبل الكتائب والتغيريين لم تصل الى مكان، ونحن نتخوف من أن يحصل النائب جبران باسيل على شيء ويقدمه لحزب الله على الرغم من ان لا شيء محددا بعد. لكن نحن كقوات لسنا بوارد التخلي عن ترشيح النائب ميشال معوض إذا لم نتوصل للتوافق على اسم معين، واتفاق القوات والتيار ليس كافيا للاتفاق على اسم معين”.
وبشأن ملف حاكم مصرف لبنان أبدى متى خشيته من أن “يأخذ سلامة البلد إلى مكان قد يعزل لبنان ماليا كما كان في عهد الرئيس ميشال عون معزول عربيا ودوليا”، داعيا الحكومة إلى أن “تتخذ قرارا بهذا الشأن، لأنه في حال لم ينتخب رئيس جمهورية ولم يتغير الحاكم قد يصل البلد الى ازمة كبيرة لا يمكن حلها بسهولة”.
أما في ملف النازحين السوريين، أعرب متى عن شكوكه بوجود قرار حاسم في هذا الملف، وقال: “لو كانوا يريدون حله لكان جرى حله منذ زمن”، مطالبا حكومة تصريف الأعمال بأن “تتخذ قرارا مفيدا ينطلق من تطبيق القانون”، مستغربا استخفاف النظام السوري بهذا الملف رغم الضجة التي تثار حوله.
في هذا الوقت، لفتت أمس المناورة العسكرية الكاملة التي نفّذها حزب الله، واضعاً لها عنواناً هجومياً، ومستعرضاً عتاده وعديده بشكل ربما غير مسبوق موجّهاً رسائله للداخل والخارج، وهو ما يؤشر إلى أكثر من معطى، أهمها وفق مصادر مراقبة، أن الحزب أراد القول محلياً وإقليمياً ودولياً بأن كل ما يجري من تفاهمات “لا يطال سلاحه ووجوده”، وأنه “جاهز لوضعه موضع الاستعمال المباشر في أي ظرف”. أما المعطى الثاني، فقد ربطته المصادر ذاتها بنص القرار الصادر عن القمة العربية حول لبنان، الذي أورد في متنه “حق لبنان بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر وفي مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة”، و”ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة”، حيث رأت المصادر أن باستطاعة حزب الله استظلال هذا النصّ بشكل واضح بدل اتكاله سابقا على نصوص البيانات الوزارية اللبنانية، وهذا الامر إنما يستدعي وفق المصادر التبصّر ملياً في الأفق المحلي، والذي يستلزم التأكيد على المقاربة الحوارية مع الجميع للخروج من الأزمات بدل انتظار أي تدخل خارجي أو التعويل عليه.