هيكل تمنى على الدولة تفعيل وجودها في الجنوب

عشية الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها حركة حماس على مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي، تتّجه الأنظار إلى شرم الشيخ حيث المحادثات الفاصلة المتوقّع أن ترسم نهاية الفصل الأخير من حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على غزّة، وذلك بعد أن أطلق الرئيس ترامب مبادرته بموافقةٍ عربية وإسلامية، والتي تنصّ على إطلاق سراح المعتقلين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وتضمن انسحاب إسرائيل من القطاع، وتسليم حركة حماس لسلاحها لجهةٍ فلسطينية وعربية، ويتولّى الرئيس ترامب بمعاونة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، وصهره جاريد كوشنير الإشراف على خطة ما بعد الحرب.

مصير مفاوضات شرم الشيخ، إيجابيةً كانت أم سلبية، ستلقي بتبعاتٍ كبيرة على الواقع اللبناني، تماماً كتداعيات عملية طوفان الأقصى وحرب الإسناد وما تلاها من تحوّلات عصفت ولا تزال تضرب منطقة الشرق الأوسط لا سيّما على ملفَّي الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب والبقاع، وملف سحب السلاح غير الشرعي بما فيه سلاح حزب الله الذي حضر أمس على طاولة جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في القصر الجمهوري برئاسة العماد جوزاف عون، وحضور رئيس الحكومة نوّاف سلام والوزراء، والتي عرض خلالها قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، تقريره الشهري الأول عن إنجازات الجيش في تنفيذ مقرّرات مجلس الوزراء في 5 أيلول 2025.

في هذا السياق كشفت مصادر متابِعة أنّ “مصير المفاوضات بين إسرائيل وحماس برعايةٍ مصرية- قطرية- أميركية في شرم الشيخ محتوم عليها بالوصول إلى خاتمةٍ ملزمة بإطلاق المعتقلين الإسرائيليين في يد حماس، مقابل عددٍ كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لا سيّما المحكوم عليهم بالمؤبّد”.

وأضافت المصادر أنّ “العقبة الكبرى التي ستواجه المفاوضات تتمثّل بتسليم حركة حماس لسلاحها، وتسليم السلطة لإدارةٍ جديدة، وإنهاء نفسها كفصيلٍ عسكريٍ مقاوِم، حيث لن يكون لها أي دور في إدارة القطاع في اليوم التالي، ولن يُسمح لها بتنظيم صفوفها في الضفة الغربية”.

وكشفت المصادر أنّ “البحث يجري في توفير ضمانات أمنيّة لانتقال قادة الحركة، وما تبقّى لها من مقاتلين إلى خارج الأراضي الفلسطينية، دون أن تتعقّبهم المسيّرات الإسرائيلية لاحقاً كما يجري في جنوب لبنان”.

المصادر رأت أنّ، “ترقّب نتائج مفاوضات شرم الشيخ فرضَ تبريد الأجواء على طاولة مجلس الوزراء، حيث تمّ تعليق عمل “جمعية رسالات” إلى حين الانتهاء من التحقيقات بدلاً من تنفيذ قرار سحب العِلم والخبر منها كما طالب وزير الداخلية، إضافةً إلى إبقاء مداولات تقرير الجيش سريّة”.

واعتبرت المصادر أنّ، “الاعتداءات الإسرائيلية التصعيدية التي طاولت جرود الهرمل والنبطية، وسقط ضحيّتها شهيدان وعدد من الجرحى، تنبئ بأنّ القادم من الأيام قد يحمل موجة جديدة من العنف إذا استمرّ حزب الله بناء مواقعه العسكرية التي أعلنت إيران أنّه استعاد جهوزيّتها، حيث أنّ خطة الرئيس ترامب للسلام تطال منطقة الشرق الأوسط كما قال، وقد تمتدّ إلى اليمن وجنوب لبنان وإيران مجدداً”.

وأشارت إلى، “أنّ قراراً أميركياً اتّخذ لسحب، أو تدمير، السلاح الثقيل الذي قد يزعزع أمن واستقرار المنطقة، أي أمن إسرائيل”.

مجلس الوزراء

وفي العودة إلى جلسة مجلس الوزراء حيث شدّد رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، أن لا نيّة لتأجيل الانتخابات النيابية، وأنّه يعود لمجلس النواب اختيار القانون الذي ستُجرى على أساسه الانتخابات، فيما يعود للحكومة تأمين إجراء هذا الاستحقاق في موعده. وأشاد الرئيس عون بعدد الوافدين إلى لبنان خلال الصيف الفائت، والذي لم يتحقّق منذ العام 2018، مشيراً إلى وجود دراسة تفيد بأنّ الحكومة الحالية حقّقت أرقاماً لم تحقّقها أي حكومة منذ 20 سنة، وهو ما يناقض كل التشويش الذي يصدر من هنا وهناك المشكّك بمسار العمل الحكومي.

 كما لفت إلى أنّ المساعدات الأميركية التي تمّ إقرارها للجيش وقوى الأمن هي الأكبر التي تقدّمها واشنطن للمؤسّسة العسكرية، وتعكس الثقة بهذه المؤسّسة.

من جهته، رحّب رئيس مجلس الوزراء، القاضي نوّاف سلام، بمبادرة الرئيس الأميركي لوقف الحرب في غزّة، وشدّد على أنّ الموقف اللبناني هو قيام دولتين على أساس ما تضمّنته مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت، كما شكر الإدارة الأميركية على المساعدات التي قدّمتها للجيش وقوى الأمن الداخلي. وسبق الجلسة لقاءٌ بين الرئيس عون والرئيس سلام تمّ فيه عرض الأوضاع العامة والمواضيع المدرَجة على جدول الأعمال.

وكانت الجلسة قد بدأت عند الثالثة من بعد ظهر أمس بدرس بنود جدول الأعمال، ثمّ انضمّ إلى الجلسة العماد هيكل، ومدير العمليات في الجيش اللبناني، العقيد الركن جورج رزق الله، حيث قدّم قائد الجيش العماد هيكل عرضاً تفصيلياً للمرحلة الأولى من خطة الجيش لحصر السلاح، وذكّر بأنّها تتضمّن ثلاث نقاط أساسية، وهي حصر السلاح جنوبي الليطاني، واحتواء السلاح على الأراضي اللبنانية كافة، وضبط المخيّمات الفلسطينية والذي يعني إغلاق الثغرات في المخيّمات بما يجعل الدخول والخروج منها لا يحصل إلّا عبر مداخل يسيطر عليها الجيش”.

وبحسب المعلومات فإنّ، “العماد هيكل فصّل كل هذه النقاط، وعرض أمام الوزراء ما الذي نفّذه الجيش منها، وأين جرى التنفيذ، وأين أصبح التقدّم في الخطة، وذلك بالأرقام”.

وعند التحدّث عن حصر السلاح جنوب الليطاني، أشار قائد الجيش إلى عدم عرقلة أهالي الجنوب لتنفيذ المرحلة الأولى للخطّة، وإلى تعاونٍ بين الجيش والقوات الدولية هناك. وبحسب المعلومات، مؤكّداً أنّ، “الجيش، ورغم كل شيء، ورغم المعوّقات الإسرائيلية والاعتداءات، ينفّذ روزنامته للمرحلة الأولى، وأنّ الأمور تسير مثل ما هو مخطّط لها،

علماً أنّه في كلامه تمنّى قائد الجيش على الدولة تفعيل وجودها في الجنوب”. وبعد انتهاء الجلسة، تحدّث وزير الإعلام بول مرقص إلى الصحافيين.

وفي سياقٍ متّصل كتبَ رئيس الحكومة نوّاف سلام عبر منصة “أكس”: “هكذا عالجنا اليوم مسألة طلب وزارة الداخلية والبلديات حلّ “الجمعية اللبنانية للفنون- رسالات” وهي التي دعت إلى تجمّع الروشة يوم ٢٥ أيلول”.

وأضاف: “انطلاقاً من أنّ حرص الحكومة على حرية الجمعيّات في ممارسة عملها لا يتعارض مع إمكانية اتّخاذ الإدارة الإجراءات اللّازمة لضمان المُحافظة على الانتظام العام والمصلحة العامة، قرّر مجلس الوزراء تعليق العمل بالعلم والخبر المُعطى لهذه الجمعية لحين جلاء نتيجة التحقيقات الإدارية والجزائية التي باشرتها كلّ من الإدارة والنيابة العامة التمييزية”.

المصدر: الانباء الالكترونية

عن grenadine