نظمت رابطة كاريتاس لبنان، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، ندوة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في القبيات – عكار. حضر اللقاء الأب ميشال عبود، رئيس رابطة كاريتاس لبنان، الخوراسقف إلياس جرجس النائب الاسقفي الخاص في عكار، عدد من كهنة المنطقة، رئيس اقليم كارتياس عكارميشال نصور، ومنسقة كاريتاس في منطقة الشمال لوريت ضاهر، كما حضرالندوة ممثلين مُدَراء مَدارس، أساتذة، وإداريين عن اكثر من 25 مدرسة بين رسمية وخاصة في عكار، بالاضافة الى مشاركة الجمعيات الكشفية والإنمائية والرسولية والإنسانية في المنطقة
افتتح الأب ميشال عبود اللقاء بكلمة شكر لتلبية الدعوة التي نظمها القطاع الصحي وقسم الحماية في كاريتاس بالتعاون مع القسم القانوني بالشراكة مع صندوق الامم المتحدة للسكان. بعدها تحدث عن دور كاريتاس في نشر الوعية والتدريب لمواجهة قضايا مجتمعية مثل العنف والظواهر السلبية التي تؤدي الى زيادة حالات الانتحار بين المراهقين. واضاف:” هذا الواقع الذي يكشف عن وجود وجع وألم عميق في المجتمع، غير معروف أسبابه بشكل كامل، أو إلى أين قد يؤدي. كل هذه الأمور تستدعي من الجميع استدراك هذا الخطر والتصدي له بوعي ومسؤولية إذ يجب أن يكون هناك تضافر للجهود في جميع المجالات لمواجهة هذه التحديات.”
وعن عملها مع الجهات الدولية المانحة قال الاب عبود: :إن كاريتاس لبنان تنفذ مئات المشاريع على الارض بالتنسيق الدائم مع الجهات الدولية، وتسعى الرابطة دومًا إلى أن تتماشى تعاليمها ورسالتها مع المستوى العالمي، مما يجعل الجهود تتكامل مع رسالة المجتمع الدولي. عندما يُقدَّم الدعم المادي، يُطلب أن يُوجّه إلى الآخرين، لأن هذا الدعم ليس لكاريتاس فقط. وهكذا فإن الرسالة التي يَحملوها المدراء والأساتذة ومسؤولي الجمعيات يجب أن لا تبقى محصورة بهم، بل يجب أن تصل إلى كل طالب في المدرسة. وبهذه الطريقة هناك إمكانية وصول الرسالة إلى آلاف الأشخاص من خلالهم، وتكتمل الرسالة بنشر ثقافة اللاعنف والسلام في كل مكان “.
ثم كانت كَلمة للسيدة ساندي جمعة مُنسقة البرنامج المُمَول من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبدعم من دولة اليابان، حيث عَرَضت تفاصيل البرنامج الذي يَدمج بين أهمية الإهتمام بالصحة الجنسية والإنجابية للنساء وخدمات الحماية من العنف القائم على النوع الإجتماعي والذي يُطبق في عكار والجنوب.
مَسؤولة قِسم الحِماية في رابطة كاريتاس لبنان السَيدة حِسن صَياح، تناولت في كلمتها عن موضوع العُنف القائم على النوع الإجتماعي، من خلال تعريفه، وعَرض أشكاله، أسبابه، أنواعه، وكيفية الإحالة والخدمات المُقدَمة، التدخلات خلال الأزمات، العَواقب ودَور المجتمع في الوقاية والحماية والمكافحة مُتوجهةً للحضور بأهمية المساعدة لنشر الوعي وثقافة الوقاية والحماية والملاحقة.
ثم عَرَض المُحامي شَربل حكَيِم، المَسؤول عن القسم القانوني في كاريتاس قانون ٢٩٣ لحِماية النساء وأفراد الأسرة من العُنف الأسري، وعن أشكال العنف منها الرقمي والإبتزاز الإلكتروني، التدابير الوقائية والحمائية، الخُطوات لإثبات العنف القائم على النوع الإجتماعي، كيفية تقديم الشكوى واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع المعتدي، بالاضافة الى الأصول المُتبعة أمام قاضي العجلة وقاضي التحقيق، ودور المؤسسات والجمعيات والأفراد، ما هي الحُلول المُقترحة ان من خلال تعزيز القوانين وتكثيف حملات التوعية ونشر الوعي القانوني حَول هذه المواضيع، وتوفير الدعم النفسي والقانوني وتخطي ثقافة العيب.
في الختام اكد المحاضرون على أهمية التنسيق بين المؤسسات المحلية والدولية لنشر ثقافة اللاعنف والسلام، وكانت دعوة للعمل على تعزيز القوانين وتكثيف حملات التوعية لضمان حماية الأفراد، خاصة النساء والفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.