وجه الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم “التعزية والتبريك للشعب الفلسطيني المجاهد وأهل غزة والضفة وأراضي 48، بقائد هيئة أركان كتائب القسام، القائد الشهيد محمد الضيف (أبو خالد)، وبنائبه مروان عيسى، وبكل القادة الشهداء الذين قدّموا وأثبتوا جدارتهم في الميدان، وهم الذين أعطوا هذا الزخم الكبير”، وقال: “إلى هؤلاء الشهداء كل الرحمة والدعاء بعلوّ المقام، وإلى الجرحى الذين قدّموا في غزة وإلى الأسرى وإلى العوائل، إلى الأطفال، إلى الرجال، إلى النساء، كل التحايا على هذا النبل وعلى هذا العطاء وعلى هذه التضحية، أنتم حقيقةً جديرون بالحياة العزيزة، خاصة من يرى مشهد إطلاق المحتجزين وعودة الأسرى ذوي الأحكام العالية والأحكام المُؤبّدة، هذا نصرٌ حقيقي للشعب الفلسطيني. مبارك لكم هذا المشهد، مبارك لكم هذه النتائج التي وصلتم إليها، مبارك لكم استمرارية المقاومة، مبارك لكل الشعب الفلسطيني من دون استثناء، ولجبهات المساندة ولكل من أحبّكم وعمل معكم وسار على دربكم”.
وتطرق الى التطورات في جنوب لبنان وفي لبنان، فقال: “أين نحن الآن؟ وافقت الدولة اللبنانية على تمديد الاتفاق، اتفاق وقف إطلاق النار إلى 18 شباط، وبالتالي نحن نعتبر أنّ الدولة اللبنانية مسؤولة كامل المسؤولية لتُتابع وتضغط وتُحاول أن تمنع أقصى ما تستطيع، من خلال الرعاة ومن خلال الضغوطات الدولية، كي يتوقّف هذا الخرق وهذا العدوان الإسرائيلي، هل هذا هو اتفاق لوقف إطلاق النار وإسرائيل تخرق وإسرائيل تعتدي؟ لا يوجد خروقات فقط، بل يوجد عدوان، عدوان على النبطية، على زوطر، جنتا، الحدود، هذا كلّه عدوان، هذا لا يُعتبر خرقًا للاتفاق، بل عدوان ابتدائي في الحقيقة، لأنّ الاتفاق لا علاقة له بهذه المناطق، وعلى كل حال المسؤولية تقع على الدولة اللبنانية في أن تُتابع بشدّة وحزم وأن تُطالب الدول الكبرى الراعية، نحن نعلم أنّ أمريكا التي تُدير السياسة الإسرائيلية والمتورطة في كل أعمال الإجرام الإسرائيلية وفي كل العدوان الذي حصل في لبنان وفلسطين وفي كل المنطقة، ولكن بما أنّه يوجد اتفاق وأميركا تعتبر نفسها راعية فلتلتزم وليتم الضغط عليها للالتزام”.
أضاف: “نحن كحزب الله والمقاومة الإسلامية صبرنا كل هذه الفترة لأنّنا نُريد أن تأخذ الدولة فُرصتها الكاملة من أجل أن تُحقّق وقف إطلاق النار والالتزام بالاتفاق. نعرف بأنّ إسرائيل تخرق ولا تهتم، وهذا يُؤدّي أيضًا إلى حالة معنوية عند جمهورنا وعند غالبية الذين يتوقعون أن يُطبّق هذا الاتفاق، لكن الدولة عليها أن تتحمّل مسؤوليتها. أما نحن كمقاومة، أقول بوضوح، المقاومة مسار وخيار، نتصرّف بحسب تقديرنا في الوقت المناسب”.
وتابع: “هناك حملة مُضادة علينا كحزب الله وحركة أمل والمقاومة بشكل عام، هذه الحملة المُضادة ترعاها أميركا ودول كبرى وإسرائيل، ويتواكب معها فريق داخلي يُروّج للهزيمة، لماذا تُروّجون للهزيمة؟ شعبنا يُدرك تمامًا أنه انتصر بعناوين وخسر وضحّى بعناوين أخرى، نحن لم نتحدث عن نصر مُطلق، نحن تحدّثنا عن نصر مُرتبط بالصمود ومُرتبط بالاستمرارية وبكسر الاجتياح الإسرائيلي وبعدم إنهاء المقاومة، هذه العناوين هي أهداف استطعنا أن نُحقّقها وهذا مُهم جدًا وانتصار. في المقابل هناك خسائر وتضحيات، بعناوين أخرى خسرنا سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، الشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين رضوان الله تعالى عليه، قادة شهداء، شهداء كثر، جرحى، أسرى، وكذلك هناك تهديم لبيوت وقرى ومزارع، هذه خسائر حقيقية موجودة على الأرض وفي الميدان، لكنها المعركة، فيها أرباح وفيها خسائر. وما يهمنا بكل وضوح أنّ جمهورنا يعيش هذه العزّة ويشعر أنّه في حالة استمرارية للكرامة والمكانة وأنّه يريد تحرير الأرض. مقاومتنا مرفوعة الرأس، حزب الله، حركة أمل، كل المقاومين، كل الشعب، كل الجمهور الذي يُشارك في هذا العمل المقاوم. ونحن أمام صمود أسطوري قلّ نظيره من قبل المجاهدين وأمام عطاءات استشهادية حقيقية”.
وقال: “هنا لابدّ أن ننظر بقراءة واضحة وجليّة لمشهد يوم الأحد 26 كانون الثاني، يعني اليوم الستين الذي انتهى فيه مفعول الاتفاق والذي يتطلّب انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان، ماذا حصل في هذا اليوم؟ اندفع أهل القرى وذهبوا إلى المواقع الأمامية، رجال، أطفال، نساء، واجهتهم الدبابات الإسرائيلية وأطلقوا عليهم النار من الجو وكذلك من الأرض، ولكنهم لم يتزحزحوا، بقوا في الميدان، ارتقى شهداء، حوالي 25 شهيدًا، وعشرات الجرحى، وهناك أسرى أيضًا، مع ذلك لم يتزحزحوا من المكان، ماذا تسمّون هذا الموقف؟ هذا موقف تحرير شعبي، هذا موقف نبيل لاستعادة الأرض، هذا موقف من يعشق أن يتمسك بأرضه مهما كانت التضحيات ومهما بلغت، هذا مشهد عظيم يجب أن يُسجّل وأن يُدوّن في التاريخ، هؤلاء يصنعون الحاضر والمستقبل، وهؤلاء سيدوّنون التاريخ النبيل، الشريف، الوطني، الحر، المستقل. إذا أردنا أن نقول من حرّر لبنان؟ سنقول هذا الشعب الأبي مع مقاومته وجيشه. من الذي وقف أمام الجبروت الإسرائيلي ومن ورائه الأميركي وكل عُتاة العالم؟ سيقولون هذا الشعب الأبي، ارتقى منهم شهداء ولم يهابوا، وجرحى واستمروا، وأسرى ولم يتراجعوا، بينهم الرجال والنساء. تحضرني الآية الكريمة “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، هنا الجميع في الميدان والجميع يعمل، الحمد لله الشعب جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني، مع المقاومة الأبية، مع كل هذه التضحيات والعطاءات. لاحظوا هذا الرجل الذي حمل جُمجمة ابنه- من آل طحيني- عندما سألوه ما هو شعورك؟ قال أنا شعوري مثل ما كان الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه يحمل طفله في كربلاء، قالوا له ستستمر في الموقف، في المجيء إلى هنا، في العمل، على أساس أنه خلص جثمان ابنه تقريبًا أصبح معه، قال نعم نحن سنستمر، أنا والأولاد والأحفاد، هذا نموذج. الأخت التي تصدّت من آل شحيمي، أنا أذكر أنه كان عندي زيارة لعائلتهم، لأنّه عندهم شهيدين في المنزل، عندما زرتهم في المنزل اجتمع الأولاد والأبناء والأحفاد والرجال والنساء، قلت لهم اسم الله عليكم، لا يوجد واحد منكم إلا نموذج، فقالوا لي لا يوجد أحد في هذا المنزل إلا من هذه الحسابات ومن هذه المواقف ومن هذا الإيمان، طبيعي هذا المنزل يعطي هذه الشهيدة من آل شحيمي، المجاهدة،