الصفحة الرئيسيةخبر عاجلدراسات ومقالاتمتفرّقات

الإصلاح في لبنان: بين الوهم و الحقيقة

صدر عن رئيس حزب حراس الأرز – حركة القومية لبنانية اتيان صقر البيان التالي:

في غمرة الكلام عن الإنقاذ والإصلاح، والوعود الكثيرة التي أطلقها البيان الوزاري، لا يمكن الحديث عن أي إصلاح جدي ما لم يتحقق شرطان أساسيان لا غنى عنهما:

أولًا، نزع سلاح حزب الله بشكل تام ونهائي، فالدولة لا يمكن أن تستعيد استقلالها وسيادتها طالما هناك ميليشيا مسلّحة خارجة عن القانون تفرض إرادتها بقوة السلاح، وتعطل قيام الدولة الحقيقية، وتحوّل لبنان إلى رهينة في يد المشروع الأيراني، و كل كلام عما يسمّى بالإستراتيجية الدفاعية هو هراء ومضيعة للوقت.

ثانيًا، مكافحة الفساد جذريًا وبلا مساومة، بحيث تبدأ المحاسبة من أعلى الهرم وصولًا إلى أصغر مسؤول في منظومة الفساد المنتشرة كالسرطان في جسم الدولة اللبنانية، إذ لم يعد جائزًا أن يُترك المال العام نهبًا لهذه المنظومة، بينما الشعب اللبناني يرزح تحت وطأة الفقر والحرمان.

إن تحقيق هذين الشرطين هو المفتاح الوحيد لخلاص لبنان، وهو المدخل الضروري لأي دعم خارجي. فالمجتمع الدولي لن يضخ أمواله في خزائن دولة عاجزة عن فرض سيادتها أو محاسبة لصوصها، وصندوق النقد الدولي لن يفتح أبوابه أمام دولة ما زالت تحمي الفساد وتغطي سلاح الدويلة.

حتى اللحظة، لم تقم السلطة اللبنانية الجديدة بأي خطوة فعلية لتنفيذ هذين الشرطين، بل تواصل سياسة الوعود و التسويف والمماطلة، معتقدة أنها قادرة على خداع الداخل والخارج معًا. لكن الحقيقة واحدة لا تتغير:
لا إصلاح من دون سيادة، ولا اقتصاد من دون محاسبة، ولا دولة من دون عدالة.

و يبقى السؤال: هل ستواجه الدولة هذه الحقائق وتتحمل مسؤولياتها، أم ستواصل السير في طريق التخبّط و الارتجال الذي يقود الى الفشل المحتوم ؟؟؟ فحذارِ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى