الليلة التي غيّرت مجرى علم الفلك

في منتصف ليلة شتوية هادئة، عام 1610، وقف العالم الإيطالي غاليليو غاليلي على شرفة منزله المتواضع في مدينة بادوفا، حاملاً تلسكوبه البدائي الذي صنعه بيديه. تلك الأداة، رغم بساطتها، كانت بداية لثورة علمية غير مسبوقة. وجه غاليليو عدسته نحو السماء المرصعة بالنجوم، ليس بحثًا عن الجمال فحسب، بل عن الحقائق الكامنة وراء الكون.
حينما وجه أنظاره إلى كوكب المشتري، لم يكن يتوقع ما سيكتشفه.

رأى أربع نقاط صغيرة مضيئة، تحوم حول الكوكب العملاق. بمرور الليالي، لاحظ غاليليو أن تلك النقاط تتحرك بشكل منتظم. لم تكن هذه مجرد نجوم ثابتة، بل كانت أجسامًا سماوية تدور حول المشتري، في تناقض صارخ مع الاعتقاد السائد آنذاك بأن كل الأجرام تدور حول الأرض.

كان هذا الاكتشاف بمثابة زلزال علمي، حيث دحض نظرية مركزية الأرض، وأثبت أن هناك عوالم أخرى ذات أنظمة مدارية. دوّن غاليليو ملاحظاته بدقة، واصفًا تلك الأقمار الأربعة التي باتت تُعرف لاحقًا بأقمار غاليليو: آيو، أوروبا، غانيميد، وكاليستو.

تلك الليلة لم تكن مجرد لحظة في حياة غاليليو، بل كانت بداية لعصر جديد في علم الفلك، عصر تحدى العقائد الراسخة، وأعاد تشكيل فهم البشرية للكون وموقعها فيه

عن grenadine