الذكرى الأربعون لشهداء الصليب الأحمر اللبنانيّ souvenir 40
أبريل 29, 2025114 زيارة
من على المدرج الروماني التاريخي الأثري في زوق مكايل، وتحت شعار ” وإنت، شو بخليك تكمّل؟”،
وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ممثلاً بسعادة وزير الأعلام الدكتور بول مرقص، أقيمت الذكرى الأربعون لشهداء الصليب الأحمر اللبناني
souvenir 40،
تلك الذكرى السنويّة من تنظيم مركز الأسعاف والطوارىء في قرنة شهوان، وفاء وتقدير تُخلَّد فيها تضحيات من بذلوا أرواحهم ليحيا الآخرون، أولئك المتطوّعون الشهداء الذين قدّموا دماءهم في سبيل الواجب الإنسانيّ
بحضور المدير القطري للاتحاد الدولي للصليب الأحمر و الهلال الأحمر في لبنان و العراق كريستيان كورتز، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزَّغبي، الأمين العام للصّليب الأحمر اللبناني جورج كتّانة، رئيسة الأسعاف والطوارىء السيدة روزي بولس، ممثلو بعثات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، رئيس بلدية زوق مكايل الياس بعينو، أعضاء اللجنة التنفيذية في الصّليب الأحمر اللبناني، وشخصيات رسمية وعسكرية وروحية وإعلامية، أهالي الشهداء وفرق الصليب الأحمر اللبناني بكل أقسامه ومراكزه على كافة الأراضي اللبنانية
وقال مرقص: “باسم فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبتكليفٍ كريمٍ منه، يشرفني أن أكونَ بينكم اليوم في هذه المحطة الوطنية الإنسانية النبيلة، حيث نجتمعُ وفاءً لمن جعلوا من حياتهم رسالةَ تضحيةٍ وإخلاصٍ. خمسةَ عشرَ شهيدًا، من بينهم مَن ارتقى في مخيمِ نهرِ البارد، ومنهم مَن واجهَ الموتَ بشجاعةٍ في حربِ تموز وفي صراعاتٍ أخرى، فسقطوا دفاعًا عن الإنسان، عن قيمِ الرحمة، وعن مبدأ أن نجدةَ الآخر لا تعرف حدودًا ولا تمييزًا”.
تابع: “لقد علمَنَا شهداؤنا أن العملَ الإنساني التزامٌ لا تهزّه رياحُ السياسة ولا تُعطلهُ تحدياتُ النزاعات. وكما جاء في أحد مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر: “في قلب كل عمل إنساني، يكمن التزامنا بأن نقف مع الإنسان، لا مع طرف ضد آخر.” ومن هذا المنطلق، تبرُزُ اليومَ مسؤوليةٌ جماعية تتطلبُ منا تكريسَ الجهودِ الوطنية لتثبيتِ احترامِ مبادئ القانون الدولي الإنساني
(International Humanitarian Law – IHL)،
والعملَ على حمايةِ المسعفين والمتطوعين الذين يضعون حياتَهم في خِدمةِ الحياة والسلام.”
واعتبر ان “انتهاكَ حُرمةِ الجسم الطبي والإنساني، الذي نَشهدُه في بعض الأحداث، يُعدُّ تهديدًا وجوديًا لمستقبل العمل الإنساني، ما يستدعي وضعَ إطارٍ مؤسساتي متكامل يقوم على:
• تعزيزِ نشر ثقافة احترام العمل الإنساني، عبرَ برامجَ توعيةٍ منهجيةٍ تُنفذ بالشراكة مع وسائل الإعلام والمدارس والجامعات.
• تنظيمِ دوراتٍ تدريبية منتظمة بالتعاون مع الجهاتِ الرسمية، لتأهيلِ الكوادرِ الإنسانية وتحصينهم بالمعرفةِ القانونيةِ اللازمة أثناء أداءِ واجباتهم.
• تطويرِ التشريعاتِ الوطنيةِ بما يكفلُ حمايةً شاملة للمسعفين والمتطوعين والجسم الإنساني والطبي اللبناني”.
ورأى ان “ترجمةَ هذه التوجُهات إلى خُططِ عملٍ ملموسةٍ ستُشكلُ أوفى تحيةٍ لشهداءِ الصليب الأحمر اللبناني، وستَضمنُ حمايةَ مَن حملوا رسالة الإنسانية في أحلك الظروف”.
ختم الوزير مرقص: “إننا اليومَ، إذ نستحضرُ ذكرى شهدائنا، نُعيدُ التأكيد أن لبنان الذي أَنجبَ أبطالَ الصليب الأحمر، سيظلُ وطنَ الرسالة والكرامة الإنسانية.تحيةَ تقديرٍ لكل متطوعٍ ومتطوعة.تحيةَ وفاءٍ إلى أرواحِ شهدائنا الخالدين. عشتم، عاش الصليب الأحمر اللبناني، وعاش لبنان”.
عون
وكان قد استهلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ثم كلمة ترحيبية لمقدم الاحتفال سيزار عون اعتبر فيها أن “الصليب الأحمر وأهالي الشهداء وكل محبّ للعمل الإنساني يقف إجلالاً واحتراماً لتضحيات أولئك الذين سقطوا أثناء تأدية رسالتهم النبيلة، مجسّدين أسمى معاني العطاء بلا مقابل”.
وألقى المسعف المتطوع رئيس مركز قرنة شهوان دانيال الجمّيل، المنظِّم البارع لهذا الحفل المؤثر، الذي شكّل صورةً ناطقة لوحدة الصليب الأحمر اللبنانيّ، بل وحدة لبنان بأسره، كلمة من القلب عربون محبة ووفاء وتقدير
كتانة
وبدوره دان كتانة “الاستهداف الذي طال متطوعي ومسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني منذ نحو شهر”، معبّراً عن “أسمى مشاعر التضامن مع فقدان هؤلاء العناصر حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني”.
وشدّد على أن “رسالة المسعفين والمتطوعين ستبقى مكرّسة لخدمة الإنسان دون تمييز”، مؤكداً فخره بالإنجازات التي يحققها عناصرالصليب الأحمر والمتطوعون في مختلف الظروف
الزغبي
وأكد الزغبي، “الوفاء لرسالة الإنسانية التي سقط من أجلها شهداء الصليب الأحمر الأبرار، دفاعاً عن القضية الإنسانية”.
وتوجّه بالشكر العميق إلى جميع المتطوعين والمسعفين والإداريين والمستوصفات “الذين واصلوا أداء رسالتهم خلال الأزمات والظروف الصعبة”. كما أثنى على “العمل اليومي للأمين العام كتانة، الذي وصل الليل بالنهار، على مدار 24 ساعة، لضمان سلامة الجميع وتأمين استمرارية العمل الإنساني”.
وأعلن الزغبي “مشروع إنشاء متحف للذاكرة الإنسانية في بكفيا – المحيدثة، يتضمن جناحاً مخصصاً لشهداء الصليب الأحمر، ليكون شاهداً دائماً على رسالتهم وتضحياتهم في سبيل الإنسان”.
وشدّد على أن “الصليب الأحمر، رغم كل التحديات والظروف، بقي ملاذاً للإنسانية، وأن مسعفيه هم رسل الشرف والتضحية والخدمة بلا مقابل”.
ختم: “مهمتنا وطنية، نحترم مبادئنا العالمية، ونتمسك بخصوصيتنا المميزة، وكل من ينتمي إلى الصليب الأحمر هو جزء أساسي من الحلقة الأولى للأمن والأمان في لبنان”.
تخلل المناسبة مقبلات مع المسعفين وفيديوهات خاصة بالمناسبة من عروض فنيّة وإنسانية تُجسد رسالة الصليب الأحمر وتضحيات شهدائه الذين سقطوا خلال تأديتهم لواجبهم الإنساني في مختلف الظروف الصعبة التي مرت فيها البلاد،
وقد أدّت الفنانة لين حايك، التي أدّت تحت قوس أحمر قانٍ أغنيتها المؤثرة بعنوان: الدم رغم التباين والصراعات
وفي الختام وزعّت نصب شجر الزيتون الذي يدلّ على الصمود والمحبة والتشبث بالأرض، على عدد مراكز الصليب الأحمر اللبنانيّ