أبو أرز: الحدود اللبنانية – السورية السائبة
مارس 20, 2025
42 زيارة
عندما تتخلّى الدولة عن سيادتها المطلقة على أرضها وعن قرارها الحر، تُعرّض كيانها وشعبها لأفدح الأخطار. إنها المعادلة التي لا تحتمل التأويل ولا المساومة.
فعندما تخلّت الدولة اللبنانية عن سيادتها لصالح “حزب الله” طوال العقدين الماضيين، جرّها هذا الحزب عنوةً إلى حربٍ طاحنة مع إسرائيل قضت على البشر والحجر والشجر، وفاقت كلفة الأضرار المادية مبلغ 14 مليار دولار في بلدٍ يرزح تحت ثقل أزمة مالية كارثية.
واليوم، وبعد أن تقاعست هذه الدولة عن نزع سلاح “حزب الله” وغيره من الميليشيات المسلحة، عملًا بالقرار 1559 وبنود اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية، عاد هذا الحزب إلى مزاولة نشاطه العسكري من جديد، ولكن هذه المرة على محورٍ آخر، هو المحور السوري – اللبناني، وضد النظام السوري الجديد، الأمر الذي، إذا ما تطوّر، قد يجرّ الدولة اللبنانية مرةً أخرى إلى مواجهة مسلّحة عبثية مع سوريا قد تكون أكثر شراسةً ودموية من الحرب الإسرائيلية.
نحن نعتقد أن حكومة نواف سلام قد وصلت، أو بالأحرى أوصلت نفسها، إلى حائط مسدود، وأصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما… فإما أن تحزم أمرها وتباشر على الفور بتجريد جميع الميليشيات من سلاحها، وعلى رأسها ميليشيا “حزب الله”، ومصادرة ترسانتها العسكرية، وتفكيك بنيتها التحتية، ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها… إلخ، وإما أن تحزم حقائبها وتعتذر من الشعب وترحل من حيث أتت.
إن زمن التعايش بين الدولة والدويلة يجب أن ينتهي فوراً .
وزمن الميوعة السياسية يجب أن ينتهي حُكماً .
وزمن العبث بأمن لبنان واللبنانيين يجب أن ينتهي حتماً .
وإلا، فالآتي أعظم … ومن له أذنان سامعتان فليسمع.
2025-03-20